شريف مولاي عبد الله العلوي

كلمة الرئيس

تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ستُنظَّم الدورة السادسة عشرة لمعرض الفرس بالجديدة خلال الفترة الممتدة من 30 شتنبر إلى 5 أكتوبر 2025.

منذ انطلاق دورته الأولى سنة 2008، ساهم المعرض بشكل كبير في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لمدينة الجديدة وجهتها، سواء من حيث تطوير البنيات التحتية والسياحة، أو من حيث إشعاع المنطقة على الصعيدين الوطني والدولي. وقد ساهم بشكل كبير في الترويج لقطاع الفروسية وتنظيمه، وهو القطاع الذي شهدت استخداماته المختلفة تطوراً ملحوظاً، خاصة في مجال الفنون التقليدية.

يلعب المعرض أيضاً دوراً أساسياً في الحفاظ على التراث الثقافي المغربي المرتبط بالفرس وتعزيزه. فهو يجسّد دينامية جماعية تهدف إلى صون هذا الإرث العريق والعمل على تكييفه مع التحديات الراهنة. وتستند هذه التوجهات إلى الانخراط المتواصل لشركائنا من القطاعين العام والخاص، الذين كان التزامهم حاسماً في تطور واستدامة هذا الحدث.

ستتميز برمجة هذه الدورة السادسة عشرة بتنوع كبير في الأنشطة التي تبرز مختلف استخدامات الفرس، سواء كانت ترفيهية، ثقافية، فنية، رياضية أو ترويحية. وتأتي هذه البرمجة لتؤكد مهمة المعرض المتمثلة في المساهمة الفاعلة في النهوض بقطاع الفروسية، وفي توعية الجمهور العريض بقضاياه وتحدياته.

كما هو الحال في كل سنة، من المتوقع أن يستقطب المعرض جمهوراً واسعاً ومتنوعاً، يتكوّن من عشّاق الخيل ومهنيي القطاع. ويُعدّ المعرض منصة حقيقية للّقاء وتبادل الخبرات، وفضاءً لا غنى عنه للفاعلين الوطنيين والدوليين في عالم الفروسية، حيث يتيح تعزيز أواصر التعاون بين المربين والفرسان والحرفيين والباحثين والمؤسسات والجهات الراعية والعارضين.

على الصعيد الدولي، رسّخ معرض الفرس بالجديدة مكانته كمرجع معترف به، حيث أصبح يُعدّ اليوم من بين أبرز تظاهرات الفروسية في العالم. وتُعدّ برمجته الغنية وجودة تنظيمه من العوامل التي تجعل منه موعداً أساسياً في الأجندة العالمية للفروسية.

يسعدنا أن نرحب، مرة أخرى، بجميع المشاركين من مهنيين وفنانين وفرسان ومحاضرين وشركاء وزوار، في فضاء مركز المعارض محمد السادس بالجديدة، وذلك بمناسبة الدورة السادسة عشرة التي نتطلع لأن تكون دورة الاستمرارية، والشغف، والتميّز.